حتمية التحكيم الرقمي في المستقبل القريب
عقدت دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية بالشراكة مع جامعة فلسطين الأهلية، وبالتعاون مع مركز خليج العقبة للاستشارات والتحكيم الدولي،,والنقابة العامة لمستشاري التحكيم الدولي وخبراء الملكية الفكرية, محاضرة عبر تقنية الزووم يوم الخميس الموافق 11 يوليو 2024، تحت عنوان "حتمية التحكيم الرقمي في المستقبل القريب". شارك في هذه المحاضرة نخبة من المحاضرين المتميزين، وهم: سعادة المستشار أمجد علي الخضر، رئيس الهيئة العلمية في دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية؛ وسعادة الدكتور ياسر أحمد العجلوني، رئيس مركز خليج العقبة للاستشارات والتحكيم الدولي؛ ومعالي المستشار الدكتور عبد الراضي حجازي، النقيب العام للنقابة العامة لمستشاري التحكيم الدولي وخبراء الملكية الفكرية.
حضر المحاضرة نحو 80 متدرباً، بينهم قامات وهامات قانونية من فلسطين ومن مختلف أنحاء الوطن العربي. تناولت المحاضرة موضوع التحكيم الرقمي وأهميته في المستقبل القريب، مسلطة الضوء على التطورات التقنية التي تؤثر على هذا المجال وتداعياتها على العمليات التحكيمية.
بدأت المحاضرة بكلمة ترحيبية من الأستاذة تالا المهتدي، التي أشادت بالشراكة المثمرة بين دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية وجامعة فلسطين الأهلية ومركز خليج العقبة للاستشارات والتحكيم الدولي. أكدت تالا على أهمية التحكيم الرقمي في العصر الحديث، موضحة أنه أصبح ضرورة ملحة لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة.
كلمة سعادة المستشار أمجد علي الخضر:
تناول سعادة المستشار أمجد علي الخضر، رئيس الهيئة العلمية في دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية، في كلمته الجوانب القانونية للتحكيم الرقمي. وأوضح أن التحكيم الرقمي يتيح مرونة أكبر وسرعة في حل النزاعات، مشيراً إلى أن الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة تساعد في تسهيل إجراءات التحكيم وتقليل التكاليف. كما أكد على ضرورة تحديث التشريعات والقوانين لتواكب هذا التحول الرقمي وضمان تحقيق العدالة والشفافية في العملية التحكيمية.
كلمة سعادة الدكتور ياسر أحمد العجلوني:
من جهته، قدم سعادة الدكتور ياسر أحمد العجلوني، رئيس مركز خليج العقبة للاستشارات والتحكيم الدولي، رؤيته حول التحكيم الرقمي من منظور تقني. وبيّن أن التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين، وإنترنت الأشياء تساهم بشكل كبير في تحسين دقة وفعالية التحكيم. وأشار الدكتور العجلوني إلى أن التحكيم الرقمي ليس فقط خياراً بل هو حتمية مستقبلية لضمان فعالية وسرعة حل النزاعات التجارية.
كلمة معالي المستشار الدكتور عبد الراضي حجازي:
بدوره، تناول معالي المستشار الدكتور عبد الراضي حجازي، النقيب العام للنقابة العامة لمستشاري التحكيم الدولي وخبراء الملكية الفكرية، الأبعاد الأخلاقية والقانونية للتحكيم الرقمي. وركز في حديثه على التحديات التي تواجه التحكيم الرقمي، مثل حماية البيانات الشخصية والسرية، وضمان النزاهة والشفافية في الإجراءات الرقمية. كما دعا إلى تبني معايير أخلاقية دولية لضمان سلامة وأمان عمليات التحكيم الرقمي.
أهمية التحكيم الرقمي:
أكد المحاضرون على أن التحكيم الرقمي يسهم في تسهيل وتسريع حل النزاعات بفضل التكنولوجيا المتقدمة. ومن خلال استخدام منصات رقمية مؤمنة، يمكن للأطراف تقديم مستنداتهم وإدارة جلساتهم عن بعد، مما يوفر الوقت والجهد والتكاليف.
كما أشار المحاضرون إلى أن التحكيم الرقمي يتيح للأطراف في النزاع فرصة للوصول إلى محكمين ذوي خبرة من مختلف أنحاء العالم، دون التقيد بالحدود الجغرافية. هذا يفتح المجال لتوسيع دائرة التحكيم واختيار المحكمين الأنسب لحل النزاع بناءً على خبرتهم ومؤهلاتهم.
التحديات والفرص:
ناقش المحاضرون التحديات التي تواجه التحكيم الرقمي، مثل ضرورة تحديث التشريعات لتتماشى مع التطورات التكنولوجية، وحماية البيانات الشخصية، وضمان النزاهة والشفافية. وأشاروا إلى أن التغلب على هذه التحديات يتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً لتطوير معايير وأطر قانونية موحدة.
من ناحية أخرى، تناول المحاضرون الفرص التي يوفرها التحكيم الرقمي، مثل زيادة كفاءة وفعالية عمليات التحكيم، وخفض التكاليف، وتسهيل الوصول إلى العدالة. وأكدوا أن التحكيم الرقمي يمثل مستقبل التحكيم التجاري، وأنه من الضروري تبني هذه التقنية لضمان مواكبة التحولات الاقتصادية والتجارية العالمية.
ختام المحاضرة:
في ختام المحاضرة، أعربت الأستاذة تالا المهتدي عن شكرها وتقديرها للمحاضرين المميزين على مشاركتهم القيمة. كما شكرت الحضور الكريم على تفاعلهم ومشاركتهم الفعالة. وأكدت على أهمية مواصلة العمل لنشر ثقافة التحكيم الرقمي وتعزيز الوعي بأهميته.
دعت المهتدي الحضور إلى متابعة الأنشطة والفعاليات القادمة التي تنظمها دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية وجامعة فلسطين الأهلية ومركز خليج العقبة للاستشارات والتحكيم الدولي، مؤكدة على استمرار هذه الجهود لتقديم المزيد من المعرفة والخبرات في مجال التحكيم.
كما أعلنت المهتدي عن توفر شهادات المشاركة للحضور، مشيرة إلى أن الحصول عليها يمكن من خلال الرابط الذي سيتم إرساله عبر البريد الإلكتروني. وشجعت الجميع على البقاء على اتصال دائم لمتابعة أحدث التطورات في مجال التحكيم الرقمي والمشاركة في الفعاليات المستقبلية.
بهذا، اختتمت المحاضرة وسط أجواء من التفاعل والحماس، مؤكدة على أهمية التحكيم الرقمي كوسيلة فعالة لحل النزاعات في المستقبل القريب، ودوره في تعزيز العدالة والشفافية في العمليات التجارية والقانونية.